Activisme des jeunes féministes
S'organiser de manière créative face à des menaces croissantes
Les jeunes activistes féministes jouent un rôle crucial au sein des organisations et des mouvements pour les droits des femmes à travers le monde. Ce sont elles qui soulèvent les nouveaux problèmes auxquels les féministes sont confrontées aujourd'hui. Leur force, leur créativité et leur adaptabilité sont vitales pour assurer la viabilité des organisations féministes.
Pourtant, elles sont confrontées à toute une série d’obstacles particuliers, notamment l'accès limité au financement et au soutien, le manque de possibilités de renforcement des capacités et une augmentation considérable des agressions sur les jeunes défenseuses des droits humains. Ces obstacles entraînent un manque de visibilité qui rend leur intégration et leur participation effective au sein des mouvements pour les droits des femmes encore plus difficiles.
Une approche multigénérationnelle
Le Programme d’activisme des jeunes féministes de l'AWID a été mis en place pour veiller à ce que les voix des jeunes femmes soient entendues et représentées dans le discours féministe. Nous voulons faire en sorte que les jeunes féministes aient un meilleur accès à du financement, à des opportunités de renforcer leurs capacités et aux processus internationaux.
En plus de soutenir directement les jeunes féministes, nous travaillons également avec des activistes des droits des femmes de tout âge pour élaborer des modèles et des stratégies d’organisation multigénérationnelles plus efficaces.
Nos actions
Nous souhaitons que les jeunes féministes puissent jouer un rôle actif dans les prises de décisions qui concernent leurs droits. Nos actions incluent :
-
Favoriser la mise en commun et le partage d'informations par la Plateforme de jeunes féministes. Étant donné l'importance des médias en ligne pour le travail des jeunes féministes, notre équipe a lancé la Plateforme de jeunes féministes en mai 2010. Elle a pour objectifs d’échanger des renseignements, de renforcer les capacités des membres par le truchement de webinaires et de discussions en ligne, et d'encourager la consolidation d’une communauté de jeunes féministes.
-
Soutenir la recherche et le renforcement des connaissances sur l'activisme des jeunes féministes, pour accroître la visibilité et l'influence de leur activisme au sein et entre les mouvements pour les droits des femmes et auprès d'autres acteurs-trices clés, tels les donateurs.
-
Faire la promotion de la collaboration multigénérationnelle, en explorant de meilleures façons de travailler ensemble.
-
Inciter les jeunes féministes à s’engager dans les processus internationaux relatifs au programme de développement, notamment ceux des Nations Unies.
-
S’assurer leur collaboration dans tous les domaines prioritaires de l'AWID, y compris le Forum, pour faire en sorte que leurs contributions, leurs perspectives, leurs besoins et leur activisme se traduisent dans les débats, les politiques et les programmes qui les concernent.
Contenu lié
Snippet - That Feminist Fire Podcast Trailer (EN)
FRMag - Armenians
Armenians, Feminism is our Past and Future
by Sophia Armen
Like it or not fierce ungerhouis have been part and parcel to our histories of resistance and are here to stay. (...)
Salwa Bugaighis
استنارة بضوء البدر: تجربة “بي دي إس إم” أفريقية
ترجمة مارينا سمير
أكوسوا هانسون، فنانة وناشطة مقيمة في أكرا في غانا. تشمل أعمالها على ميادين الإذاعة والتلفزيون ووسائل الإعلام المطبوعة والمسرح والأفلام ومعارض القصص المصورة والأعمال الفنية ثُلاثية الأبعاد والروايات المصورة. تتمحور نشاطية أكوسوا حول قضايا الوحدة الأفريقية والنسوية، مع اهتمام خاص بتقاطع الفن مع الثقافة الشعبية والنشاطية. حائزة على ماجستير في الفلسفة في الدراسات الأفريقية، مع التركيز على الدراسات الجندرية والفكر الفلسفي الأفريقي. أكوسوا مبتكرة مود جيرلز، وهي سلسلة روايات مصورة، تتابع مغامرات أربعة أبطال خارقين يقاتلون من أجل إفريقيا خالية من الفساد والاستعمار الجديد والأصولية الدينية، وثقافة الاغتصاب ورهاب المثلية الجنسية وغير ذلك. تعمل كمذيعة في Y 107.9 FM، غانا. |
هل اختبرتم من قبل لحظات من الصفاء الذهني العميق أثناء أو بعد ممارسة الجنس؟
في هذه الرسومات، تنخرط فتاة القمر وادجيت في ممارسة حميمية مع شيطان ثنائي الجندر. من بين فتيات القمر الأربعة، وادجيت هي المُعالِجة والفيلسوفة ووسيطة العرّافة. هي تقوم بذلك من أجل إطلاق عملية علمية وروحية، تُطلِق عليها تسمية «الاستنارة بضوء البدر». خلال هذه العملية، تشكّل تسلسلاً زمنياً حيّاً بين ذكرياتها وحواسها ومشاعرها ورؤاها وخيالاتها. إنّها أحد أشكال السفر عبر الزمن من خلال الذبذبات، من أجل اكتشاف ما تُسميه «تجلّيات الحقيقة». أثناء التجربة، تتضمّن إحدى رؤى وادجيت الضبابية اقتراب نهاية العالم نتيجة تدمير الناس للبيئة في خدمة الرأسمالية الشرهة؛ وذكرى طفولة حول دخول المستشفى بعد التشخيص بمرض نفسي؛ ورؤية لأصل قصّة فتيات القمر يظهر فيها الرمز التوراتي نوح، كفتاة قمر سوداء من عصر قديم تحذّر من أخطار التلوث البيئي.
تمتدّ ممارسات الـ»بي دي إس إم» إلى أبعد من كونها كينك مرح يقود لاستكشافات حسّية، فبإمكانها أن تكون طريقة للتعامل مع الألم العاطفي والصدمات. لقد كانت وسيلةً للتعافي الجنسي بالنسبة لي، بتقديمها نمط للتحرّر الجذري. تطهيرٌ ما، يحدث، عند وقوع ألمٍ مادّي على الجسد. يقع هذا الألم في وجود تراضٍ، فيستخرج ألمًا عاطفيًا، كما لو كان «يستدعيه». نزول السوط على جسدي يسمح لي بتحرير مشاعر مكبوتة: توتّر، اكتئاب، شعوري بغياب دفاعاتي في وجه ضغوطاتٍ تُغرقني أحيانًا. عند الانخراط في الـ»بي دي إس إم» كسبيل للتعافي، على العشّاق أن يتعلّموا كيف يكونون شديدي الوعي ببعضهم البعض، ومسؤولين عن بعضهم البعض. فحتى لو كانت الموافقة قد أُعطيت في البداية، علينا أن نكون منتبهين لأيّ تغيّرات قد تطرأ أثناء الممارسة، خاصةً مع احتدام المشاعر. أتعامل مع الـ»بي دي إس إم» بفهمٍ لأنه ينبغي أن يكون الحبّ والتعاطف أساسًا لعملية الاستسلام للألم، وبذلك أخلق مساحة أو أنفتح للحبّ.
إن الاهتمام برعاية ما بعد وقوع الألم يُعَدّ استكمالًا للعملية. يمكن لذلك أن يحدث بطُرُقٍ بسيطة جدًا مثل الاحتضان، التأكّد ممّا إذا كان الآخر يرغب في شرب الماء، مشاهدة فيلمٍ معًا، مشاركة عناق أو حتى مشاركة سيجارة حشيش. يمكن لهذه الرعاية أن تمتثل لأيّ ما كانت عليه لغة حبّك المُختارة. مع إدراك أنّ جروحًا قد فُتِحَت، تُعَدّ هذه المساحة من الاحتواء ضرورية من أجل استكمال عملية التعافي. إنّه أكبر درسٍ في ممارسة التعاطف وتعلّم كيف تحتوي شريكك/ شريكتك حقًا، نظرًا لحساسية تمييع الحدود الفاصلة بين الألم والمتعة. بهذه الطريقة، يصبح الـ»بي دي إس إم» أحد أشكال أعمال الرعاية بالنسبة لي.
بعد ممارسة جنسية فيها ممارسات «بي دي إس إم»، أشعر بصفاء ذهني وهدوء يَضَعاني في مساحة إبداعية عظيمة ويمكّناني روحيًا. مشاهدة الألم يتحوّل آنيّاً لشيء آخر هي أشبه بتجربة سحرية. وبالمثل، تجربة الـ»بي دي إس إم» المحرِّرة على المستوى الشخصي تسمح لوادجيت بالوصول إلى المعرفة المُسبَقة والحكمة والصفاء الذهني مما يساعدها في واجباتها كفتاة قمر في مواجهة الأبوية الأفريقية.
وُلِدَت «فتيات القمر» أثناء عملي كمديرة لـ»دراما كوينز»، وهي منظمة فنّية شبابية ناشطة في غانا. منذ تأسيسنا في 2016، استخدمنا وسائط فنّية مختلفة كجزءٍ من عملنا الناشطي النسوي والبيئي والعموم- أفريقي. استخدمنا الشِعر والقصص القصيرة والمسرح والأفلام والموسيقى لمناقشة قضايا مثل الفساد والأبوية والتدهور البيئي ورهاب المثلية الجنسية. ناقَشَت أعمالنا المسرحية الافتتاحية مثل «خَيّاطة شارع سان فرانسيس» و»حتى يفيق أحدهم» مشكلة ثقافة الاغتصاب في مجتمعاتنا. كما يُزعم أن «مثلنا تمامًا» كانت من أوائل الانتاجات المسرحية في غانا التي تناقش بشكل مباشر قضية رهاب المثلية الجنسية المتغلغلة في البلد. كما ساهمت «جامعات غانا الكويرية»، وهي ورشة لصناعة الأفلام الكويرية لتدريب صنّاع الأفلام الأفارقة، في تدريب صنّاع أفلام من غانا ونيجيريا وجنوب أفريقيا وأوغاندا. وعُرِضَت الأفلام المصنوعة في الورشة في مهرجانات، مثل فيلم «فتاة رضيعة: قصة شخص بيني الجنس». ولذلك، فإنّ الانتقال إلى وسيط الروايات المصوّرة هو تطوّر طبيعي.
منذ حوالي سبع سنوات، بدأتُ بكتابة رواية لم أكملها أبدًا عن حياة أربع نساء. في عام 2018، فتحت «مبادرة المجتمع المفتوح لغرب إفريقيا» (OSIWA) فرصة مِنحة أطلقت إنتاج المشروع وتحوّلت روايتي غير المكتملة إلى فتيات القمر. هناك جزءان من فتيات القمر، يتكوّن كلّ منهما من ستّة فصول. الكُتّاب والمحرّرون المساهمون في الموسم الأول هم سوهايدا دراماني، وتسيدي كان تاماكلوي، وجورج هانسون، ووانلوف كوبولور. كتّاب الموسم الثاني هم يابا أرما ونادية أهيدجو وأنا. قام الفنان الغاني كيسوا وستوديو «أنيماكس إف واي بي»، وهو ستوديو رسوم متحرّكة وتصميمات وتأثيرات بصرية، بالرسوم التوضيحية للشخصيات وصياغتها مفاهيميًا.
لقد كانت كتابة فتيات القمر، بين 2018 و2022، عملَ حبٍّ بالنسبة لي، بل بالأحرى، عمل من أجل التحرّر. أهدف أن أكون مجدِّدة في الشكل والأسلوب: لقد اهتممت بتحويل أنماطٍ أخرى من الكتابة، مثل القصص القصيرة والشِعر، لتلائم بنية القصص المصوّرة. تستهدف فتيات القمر مناقشة القضايا الكبرى وتكريم النشطاء الموجودين في الحياة الحقيقية، من خلال إدماج الرسومات والنصوص، كما يحدث في القصص المصوّرة عادةً. قراري بمركزة النساء الكوير كبطلات خارقات، وهو أمر نادر الحدوث في هذا النوع من الفن، أصبح له معنى أكبر بكثير عندما بدأ يتطوّر أمر خطير في غانا في عام 2021.
شهد العام الماضي تصاعد في وتيرة العنف ضد مجتمع الميم عين في غانا، والتي بدأت بإغلاق أحد مراكز مجتمع الميم عين. أعقب ذلك اعتقالات تعسفية وسجن أشخاص مشكوك في انتمائهم للطيف الكويري، كذلك أشخاص متّهمين بالدفع بـ»أجندة مثلية». تُوِّج ذلك بتقديم مشروع قانون ضد الميم عين في البرلمان الغاني تحت إسم «حقوق الإنسان الجنسية اللائقة وقِيَم الأسرة الغانية». يُزعم أن هذا المشروع هو أكثر مشاريع القوانين توحشًا ضد الميم عين كان قد صيغ في المنطقة، وقد أتى لاحقًا على محاولات سابقة في بلاد مثل نيجيريا وأوغندا وكينيا.
أتذكّر بمنتهى الوضوح أول مرّة قرأت فيها مسودة مشروع القانون. لقد كانت ليلة جمعة، والتي عادةً ما أستريح أو أحتفل فيها بعد أسبوع عمل طويل. لحسن الحظ، سُرِّبت المسودّة وتمّت مشاركتها معي على مجموعة واتساب. أثناء القراءة، تسلّل إليّ شعور عميق بالخوف والتوجّس مما أفسد ليلة استراحتي.
اقترح المشروع معاقبة أيّة مناصرة للميم عين بالسجن من خمس لعشرة سنوات، وبتغريم وحبس أي شخص يُعرّف نفسه باعتباره مثلي أو مثلية أو عابر أو عابرة جنسيًا أو ينتمي لأية فئات جنسية أو/وجندرية غير نمطية، إلا إذا «تراجع» وقَبِل الخضوع لعلاج تصحيحي. في مسودة مشروع القانون، حتى اللاجنسيين جُرِّموا. انقضّ مشروع القانون على جميع الحرّيات الأساسية: حرّية الفكر وحرّية الوجود وحرّية أن يتمسّك الشخص بحقيقته ويعيش بها. انقضّ مشروع القانون أيضًا على منصّات التواصل الاجتماعي والفنّ. لو مُرِّر هذا المشروع، ستصبح فتيات القمر عملاً أدبياً محظوراً. ما تقدّم به مشروع القانون كان شرًا خالصًا وبعيد المدى، لقد صُدِمت لدرجة الاكتئاب من عمق الكراهية التي صُنِع منها هذا المشروع. أثناء تصفّحي موقع «تويتر» تلك الليلة، وجدتُ انعكاسًا للرعب الذي شعرت به بداخلي. لقد كان هناك بثًا مباشرًا للمشاعر، حيثُ كان يتفاعل الناس فوريًا مع ما يقرأونه: من عدم تصديق إلى رعب إلى خيبة أمل شديدة وشعور بالأسف عندما أدركنا المدى الواسع الذي رغب المشروع في الانقضاض عليه. البعض غرّدوا عن استعدادهم لجمع ما لديهم والرحيل عن البلاد. بعدها، وكعادة الغانيين، تحوّل الأسف والخوف لدعابة. ومن الدعابة أتى الحماس لتصعيد المقاومة.
لذلك، فالعمل مستمرّ. لقد صنعتُ فتيات القمر لتوفير شكلٍ بديلٍ من التعليم، ولتوفير المعرفة حيثُ قمَعَتها أبوية عنيفة، ولخلق مساحة ظهور لمجتمع الميم عين حيثُ تمّ محوه. من الضروري أيضًا أن يحصل الـ»بي دي إس إم» الأفريقي على منصّة لإظهاره حيثُ أنّ الكثير من الـ»بي دي إس إم» المُمثَّل أبيض. إن المتعة الجنسية، سواء من خلال الـ»بي دي إس إم» أو غيره، مثلها مثل أنماط الحبّ اللامغاير جنسيًا، تتخطى العرق والقارّة، فالمتعة الجنسية وتنوّع خبراتها قديمة بقِدَم الزمن.
Explore Transnational Embodiments
This journal edition in partnership with Kohl: a Journal for Body and Gender Research, will explore feminist solutions, proposals and realities for transforming our current world, our bodies and our sexualities.
التجسيدات العابرة للحدود
نصدر النسخة هذه من المجلة بالشراكة مع «كحل: مجلة لأبحاث الجسد والجندر»، وسنستكشف عبرها الحلول والاقتراحات وأنواع الواقع النسوية لتغيير عالمنا الحالي وكذلك أجسادنا وجنسانياتنا.
Devenir membre
Devenir membre
En rejoignant l’AWID, vous intégrez l’organisation féministe mondiale, un pouvoir collectif qui se fonde sur la solidarité et puise ses racines dans le travail entre les mouvements.
L’adhesion a titre individuel :
Adhérez gratuitement Adhérez avec un don
L’adhesion Organisationnelle :
FRMag - Dieula and the Black Dolls
Dieula y las Muñecas Negras
por Ana María Belique
El Batey Naranjo es una comunidad un poco retirada de la ciudad, pero repleta de personas trabajadoras, llenas de entusiasmo. (...)
< arte: «Tejedoras de sueños», Diana Mar
Ruth Alicia López Guisao
Related Content
Front Line Defenders: Ruth Alicia López Guisao killed
HRD Memorial: Ruth Alicia Lopez Guisao
Juvy Capion
عودةٌ إلى ذواتنا
شكرًا انجيلا وبيار
يانيا صوفيا غرسون ڤالنسيا، أنا امرأة سوداء أعمل في مجال رأب صدع المُجتمع. أعيش في سنتاندر دي كيليتشاو في كاوكا في كولومبيا. مهتمّة بالعمليات الإبداعية التي تنظّم الحياة الجماعية المستدامة. أحبّ تبادل الأفكار والطبخ، والتحقيق والتحليل، وزرع البذور والتعلّم من النباتات، والقراءة واللعب. أقوم حاليًا بتنسيق مرصد العنف القائم على النوع الاجتماعي ضد المجتمعات المنحدرة من أصول إفريقية في كولومبيا (@VigiaAfro). |
كنّا نحن الثلاثة «نتشارك» فترة الأصيل في حيٍّ جنوبي بوغوتا.
كنّا أخيرًا نعيش ذلك النوع الآخر من الحبّ – ذاك الحبّ حيث نجلس معًا لمجرد السعادة في أن نكون معًا، ونصغي لبعضنا الآخر. بالنسبة إليّ، هذه الأنواع من الدردشات كانت ضمن تعابير الحبّ التي أتاحت لي الحياة أن أستمتع بها حديثًا فقط. ما كنت أعرف أن هذه الأشكال الأخرى ممكنة – تلك التي توجَد خارج نطاق ورشات العمل، أو أماكن الناشطين أو غرف الصفّ أو أماكن العمل. نحن، ثلاث صديقات، أمضينا فترة الأصيل معًا ولم يكن اختلاف لون بشرتنا بأمرٍ تظاهرنا أننا لم نلحظه، لا بل كان عنصرًا واقعيًا أتاح لنا أن نناقش بحرارة نقاط التشابه والاختلاف في التجارب التي خضناها في مرحلتي طفولتنا وشبابنا.
كنّا نحن الثلاثة «نتشارك» فترة الأصيل في حيٍّ جنوبي بوغوتا. كانت هناك مساحة خضراء كبيرة خُصّصت للّعب، شيء لم نألفه، جلسنا على مقاعد خشبية بدون مسند للظهر تحت شجرة بيلسان. كنّا أخيرًا نعيش ذلك النوع الآخر من الحبّ – ذاك الحبّ حيث نجلس معًا لمجرد السعادة في أن نكون معًا، ونصغي لبعضنا الآخر. بالنسبة إليّ، هذه الأنواع من الدردشات كانت ضمن تعابير الحبّ التي أتاحت لي الحياة أن أستمتع بها حديثًا فقط. ما كنت أعرف أن هذه الأشكال الأخرى ممكنة – تلك التي توجَد خارج نطاق ورشات العمل، أو أماكن الناشطين أو غرف الصفّ أو أماكن العمل. نحن، ثلاث صديقات، أمضينا فترة الأصيل معًا ولم يكن اختلاف لون بشرتنا بأمرٍ تظاهرنا أننا لم نلحظه، لا بل كان عنصرًا واقعيًا أتاح لنا أن نناقش بحرارة نقاط التشابه والاختلاف في التجارب التي خضناها في مرحلتي طفولتنا وشبابنا.
لم تكن تلك الدردشات مرتبطة بأية مهمّة وشيكة لحركة السود في كولومبيا، لكنها لا تنفكّ تمنحني القوة وتكتسب معانٍ جديدة. اشتدّت أواصر علاقتنا مع لقاءاتنا المتكررة، ومعرفة كلٍّ منّا للأخرى بشكل أفضل وتمييز فرادة تحرّرنا. ومعرفة أنّ التحرّر ليس حكرًا على مسلك واحد فقط ويمكن أن يتمّ عبر عدة مسالك – هذه المسالك التي مشيناها في كل مرّة قلنا «لا» وتمرّدنا. لم يخالجنا أي شعور بالانزعاج، إنما شعور بالأصالة المصنوعة من الضعف والقوة، شعور جَمَعَنا بدل أن يفرّقنا وقرَّبَنا من بعض أكثر.
كان هدفنا في فترة الأصيل الجميلة تلك، أن نكون نحن – ذاك الوعي أن نكون أنفسَنا ومع أنفسِنا. استذكرنا ماضينا فكانت الذكريات التي بقيت معنا هي تلك التي اخترنا نحن الاحتفاظ بها، وليس التي زرعها الخوف في أنفسنا. تذكّرنا مقتطعات معيّنة من مسلسلات تلفزيونية، وغنّينا أغنيات كتبها فنّانون علّمونا عن الحبّ المتناهي، والكره الشديد، والشتم كما يفعل الأشرار، والمعاناة كمأ تختبرها النساء في مواقع القيادة. أخبَرْنا بعضنا عن المقالب المدرسية، تلك التي بقيت في لاوعينا الذي كان مُنكشفاً على شتّى الطُرق التي ينتهجها الإعلام لإعادة بثّ انطباعات مُعيّنة، وعلى قصص الراهبات والمُعلّمات وما حملته من تطلّعاتٍ حياتيةٍ ترسمها معايير سندريلا. تلك العوامل هي ما حدّد إيقاع بقية القصة: مأساة الفتاة الفقيرة المسلوبة والمُهانة، والتي ستعيد لاحقًا إعتبارها من خلال فعلٍ يحرّرها من الحالة التي تعيشها. إعادة الإعتبار تلك لا تتحقق إلا إذا وقَعَتْ عينا رجل أبيض البشرة (على أقل تقدير) عليها – فيستحقّ ما بين فخذيها (وهو ما يتطلّع إليه أساسًا). وهكذا تتحوّل أحلامنا إلى حقيقة بشكلها الأمثل – قالوا لنا إنّ ذاك هو ما يجب أن نصبو إليه.
كنّا ثلاثتنا هناك ذاك الأصيل. كلٌّ منّا نشأت في منطقة مختلفة من البلاد، لكن ولدهشتنا، كنّا ثلاثتنا نقتبس مقتطعات وأحداث من أغانٍ ومسلسلات كانت لها غالباً نفس الرموز والشعارات مع بعض التحويرات الموائمة لبيئة منازلنا وعلاقاتنا الأولى، والأحياء التي عشنا فيها ومدارسنا. لاحظنا كلّ هذه التقاطعات والتحويرات من خلال كلامنا معاً وتعمّق معرفتنا ببعضنا الآخر. إنها النشأة في ظل ّوبإسم الـ «دراما» – أوليس هذا هو الوصف الذي كان يُطلق على المدرسة الإخراجية الناجحة تلك؟ – تلك المدرسة (الـ»جانر») التي تقول إن تَعاظُم معاناتكِ يحدّد ما تستحقّين. بكلمات أخرى، يطرح هذا الجانر المسألة التالية: كيف وبأية حالات يحقّ لكِ ويكون مقبولًا أن تعاني؟ فمعاناتكِ (وهذا شيء بالغ الاهمية)، هي الوصيةُ على سلوكياتك، إنها تُحدّد ما يجب أن يظهر عليه المرء المُعذَّب، وما هي الأفعال التي يجب أن تقوم بها ومَن عليها أن تكون. نجح بعضنا في تحرير أنفسهن و»تعلّمنا» أن تعريفنا الخاص للحبّ يمكن فقط تعلّمه في سن الرشد، وفي تهشيم أوهامنا، وفي تقبّل الخطيئة الطبيعية وفي الوعي بوجود آلة إنتاج عالميةٍ لنموذج العذرية التي قد نختار رفض التماثل بها لأنها وبكل بساطةٍ لا مكانة لها في إدراكنا وفي خيباتنا المتولّدة من الواقع التغريبيّ.
بعد الغناء، راجعنا بدايات استكشافاتنا الجنسية. لم يخطر لي يوماً أن معظم الناس خَبِروا تلك الأحاسيس قبل عمر التاسعة، وأنه حتى في سن الرشد تلك الاستكشافات، تلك الذكريات، تبقى حِملاً ثقيلًا. حتى في أيامنا هذه، في الكثير الكثير من الأماكن، ملايين الفتيات والفتيان يعتبرون براءتهم مُختصَرة بأجسادهم. إلقاء اللوم على الفضول هي آلية الضبط الأكثر فعالية. عدنا بالذاكرة إلى المحادثات المختصرة التي دارت بيننا عندما غيّرنا تاريخ حياتنا من أشخاص سود مُحقَّرين، إلى مفهومٍ أعاد ولادتنا من جديد. تذكَّرنا كيف أن العديد من زوجات أقاربنا وبناتهن، تركن منازلهن وانتمائهن وجذورهن بحثًا عن مستقبل في الخارج، في مكان آخر.
لم يأتِ المستقبل بلا ثمن، لأنه أَجبَر إعادة تشكيلٍ لتلك العلاقات التي وصمت طفولتنا، وحَبَسَها في غرف النسيان. إنها الأُسس التي نشأنا عليها، لكنها لم تكن دافعنا لنتقدّم. منبع التقدّم بالنسبة لنا كان إدراكنا بجوارحنا ما يستوجب علينا فعله للوصول إلى مكان اخر، فاقترنت فكرة التقدّم «بفُرصةٍ» للابتعاد عمّا في داخلنا، في محاولةٍ للاقتراب من الخارج البعيد. دفعت العديدات من زوجات أقاربنا وبناتهن، أثماناً باهظةً مُقابل تلقّف فرصةٍ للتسجيل في ومتابعة صفّ مسائي مثلاً، أو أخذ إجازة من العمل المنزلي. أثمانٌ مسّت بجنسانيّاتِهنّ، أثمانٌ هنّ أنفسهنّ وأخريات قبلهن سَبَق ودفعنها وربما تناسينها. وكان تسديد هذا الثمن أمراً حتميّاً، أشبه بتسديد فاتورة خدمات المرافق العامة. لكننا لن نرضخ لهذا الإرث.
في كولومبيا وأميركا اللاتينية، كان هناك دليل عن آداب السلوك وكان عنوانه «دليل آداب السلوك للكاتب كارينيو». كان ذاك الدليل مقرّرًا إلزاميًا للقراءة في المدراس الرسمية والخاصة حتى التسعينيات. وكانت أمّي، التي تتلمذت وتربّت على أيدي الراهبات الكرمليات، حفظته عن ظهر قلب: والدليل حدّد فعليًا كيف كان مفهوم الجسد. عندما قرأتُه للمرة الأولى، توقّفتُ أكثر من مرّة لأفرك معدتي التي آلمتني من شدّة الضحك. كان يحتوي على تعليمات سخيفه مثل: خذي دوشاً وعينيك مغمضتين، واطفئي النور لترتدي ملابس النوم. وتناولت عدّة فصول فيه كيفية التصرّف في المنزل، وفي الشارع وخلال حفل عشاء أو غداء – باختصارعادات الذوق الرفيع وآداب السلوك. النواة الأخلاقية للمواطنين الصالحين، الحضارة التي أتاحت للإنسان الابتعاد عن الحياة الريفية. الدليل ذاته أشار إلى أنّ إلقاء التحية بصوت عالٍ لأحد المعارف على الجهة الأخرى من الشارع أمر مشين، أداب السلوك تقتضي أن تَعبري الشارع. وعلى المنوال نفسه، على الرجال أن يخلعوا معاطفهم ويضعوها فوق بِرَك الماء الضحلة عندما يكونون بصُحبة امرأة تفادياً لابتلال حذائها. وهنا أدركتني خاطرة: بلادنا حارّة ولا نحتاج إلى ارتداء المعاطف، فما الحلّ إذا ما اضطررتُ إلى إلقاء التحية على أحدٍ على الضفة المُقابلة من النهر؟!
السيد كارينيو ذاك، هو شخصيةٌ مُختلفةٌ جوهرياً عن شخصية جدّ إحدى السيدات اللواتي وُلدن في تيوربو. أخبرتني ذات مرّة أنّ جدّها كان رجلًا حكيمًا، فقد علّمها عن الولادة وكيف تعتني بجسدها. تعلّمت أنها ولتعتني ببطنها، عليها الحفاظ على دفء جسدها، وتفادي البرد الذي يتسلل إلى نفوخ الرأس والقدمين والأذنين، لكي لا تشعر بألم أثناء المساء. لذلك عليكِ التنبّه لنوع الأطعمة التي تتناولينها وتلك التي يجب ألا تتناولينها، كما عليك التنبّه للملابس التي ترتدينها ولطريقة سيرك، لأن كلّ ذلك له علاقة بصحة الفتيات. قالت المرأة المسنّة أنها تعلّمت من جدّها المتفاني، أنّ المغص أصبح أكثر شيوعًا عندما لم تعد أرضيات المنازل مصنوعة من التربة و/ أو الخشب. عندما بدأ استخدام الباطون والبلاط، وعندما أصبحت المواد التي يتكوّن منها المنزل، تسمح للبرد بالدخول إلى الجسم من القدمين، ما أدّى إلى ازدياد اضطراب أنسجة البطن.
تفاجأتُ مرة أخرى، بالفرق الشاسع ما بين دون كارينيو والجدّ الحكيم فيما يتعلّق بإدراكهما للحياة. شاسعٌ هو الفرق، كبُعد إرشادات السلوك الجيّد التي تكبت دوافعك وحواسك، عن الأفعال المنطقية التي تصون صحّة الجسد. في تلك اللحظة، استطعت أن أدرك الطرق العديدة التي يكتم فيها الباطون نفَسَ الأرض وأنفاسنا كجزء من هذه الأرض، ولكن في بعدٍ مختلف. لم أكن أعرف من قبل أنّ مواداً وهندسات معمارية معيّنة، كانت وما زالت، تعتني بأجسادنا. في كولومبيا، كما في بلدان أخرى، كانت المواد المستخدمة لبناء البيوت، تُعتبَر مؤشرات للفقر المتعدّد الجوانب. فقد كان البيت الذي بُني من الباطون يعني أنّ قاطنيه ليسوا فقراء على الأرجح. هذا مجرد مثال آخر مثيرٍ للإحباط، يُظهر كيف أن التقدّم دَفَعَنا للتخلّي عن العلاقة بين بيوتنا وأجسامنا. الذوق الرفيع والتمدّن دفعا بنا للخروج عن ذواتنا: التقدّم يستوجب منك، كما زعموا كاذبين، الذهاب إلى هناك، إلى ذاك الخارج.
استطعت أن أدرك الطرق العديدة التي يكتم فيها الباطون نفَسَ الأرض وأنفاسنا كجزء من هذه الأرض، ولكن في بعدٍ مختلف. لم أكن أعرف من قبل أنّ مواداً وهندسات معمارية معيّنة، كانت وما زالت، تعتني بأجسادنا.
أزعَجَنا أنّ أحدًا من أهلنا، لا أمّهاتنا ولا أبائنا، تكلّموا معنا عن العادة الشهرية، قبل أن تلطّخ البقعة الحمراء الداكنة لباسنا الداخلي. ولم ينجحوا في حمايتنا من الشعور بالخجل، الذي يُفترض أن يكون شعوراً طبيعياً يرافق ظهورالعادة الشهرية. بدأت تشنّجات البطن والتي غالبًا ما كنّا نتحمّلها بصمت، فقد كان هناك دائماً عمل ما يجب إنجازه. كانت بعض التشنّجات نتيجة حويصلات أو ورم دموي أوأورام ليفية، كثيراً ما كانت السبب في موت الجدّات، أولئك اللواتي اكتشفنَ العلاجات ونسينهنّ، ومع الوقت أصبحن هنّ أنفسهنّ من المنسيّات. وبدأت أمهاتنا وأباؤنا بالقلق أكثر فأكثر. وجمّد الخارج شعورهم بالألفة والودّ، فبدلًا من أن يُدفئوا بطوننا، وضعوا الأحكام وأغدقوا النصح الذي كان أقرب لتحذيرات مما وصفوه «بالشيء الوحيد الذي يهمّ الرجال» – كلّ الرجال – مشرّعين بذلك الدور السالب للفالوس، وكأنّما خياره الوحيد هو ابتكار (إزالة البكارة) ما بين ساقينا. النسخات العديدة لتلك الحقيقة، استُبدلت بتطبيع ثابت وعميق لفكرة أنّ علينا جميعاً كنساء المحافظة على أنفسنا لواحد من بين الرجال، لذلك الرجل الأول الذي سيدفع قضيبه داخلنا، للرجل الذي سيعطينا شيئًا بالمقابل. وقالوا بأننا نساء فقط لأننا نطمح لذلك، ونسمح له بدخولنا. ولكنني كفتاة استكشفت عددًا من القضب والبظور، وخلال الألعاب التي كانت الفتيات تمارسنها، كان السؤال هذا يُهمس مرارًا: من التي ستلعب دور الرجل، ومن ستلعب دور المرأة الآن؟ وكانت الإجابة تتمثل في بدايات نشوات صغيرة، دون الاكتراث بالشخص الذي نتبادلها معه. أعتقد أن الأمر نفسه كان يحدث بين أجساد الذكور.
تجارب واستكشافات زوجات أقاربنا وبناتهن ورفيقاتهن، ركّزت على أنّ الجسد وعُريّه شيء مُحرّم. فتحاشَين التعبير عنها أو تسميتها، لدرجة أنهن أخفيَنها، واستخدمن أسماء جديدة للدلالة على إفرازات أجسادنا وانبعاثاتها وعملية الإنجاب والضمّ والاحتواء التي تقوم بها، وتلك الأخيرة منوطة بنا نحن النساء فقط. ذات مرّة سمعت سيدة في سياق ورشة عمل، تقول إنها عندما كانت تعيش مع جدّتها، انطبعت في ذاكرتها صورة لامرأة عجوز تنام بعينٍ مفتوحة والأخرى مغمضة وبندقية إلى جانب الفراش. وكان أي صوت ولو خافت أثناء الليل، كفيلٌ بإيقاظها، لتنهض مُستنفرةً مصوبةً بُندقيتها. كان هذا أمرًا شائعًا على الخط الساحلي الكولومبي المُطلّ على المحيط الهادئ، حيث طُبّع مع أنماط السلوكيات العدائية/ المؤذية. كان الرجال، المتزوّجون أو العُزّاب، إن أعجبتهم إمرأة شابّة يدخلون غرفتها في الليل – كنّا نُطلق على تلك الظاهرة اسم الزحف (gateada). كانت تلك مخاطرة: فبغض النظرعمّا إذا كان الفعل تحرّشًا أم لا، إنّ تنبّه ربّ المنزل لما يحدث كان ليكلّف ذلك الرجل صحّته أو حياته.
أخفق النهج الاجتماعي الداعي لأن يستعيد المرء حقّه بيده، فلم يستطع وضع حدٍّ لعمليات الزحف (gateada)، حتى أيامنا هذه. في ورشة العمل نفسها، كما دأبت على إخبار شقيقاتي، قالت مشاركات أخريات بأنهن، لا هنّ ولا والداتهن، لن يتركن بناتهن لوحدهن مع آباءهن وقت الاستحمام، إلا إذا كانت البنات ترتدين سراويلهن الداخلية. عندها تذكّرت صوت أبي وهو يقول، عندما كنت فى السابعة من العمر، أمّك لم تسمح لي يومًا بتحميمك. في سياق ذاك الحديث أضافت امرأة، بعكس ذلك، كان والدها يُحمّمها وهي عارية في باحة الحيّ حيث كانت تسكن حتى بلغت السابعة من العمر، ومن ثم أصبح شقيقها الأكبر يقوم بذلك حتى بلغت التاسعة من العمر. لم تشعر بإي أمرٍ غريب في نظراتهما إليها، فقد كان ذلك بالنسبة لهما مهمة أخرى للإهتمام بالطفل الأكثر دلالاً في المنزل. فكُلّ ما كانت تذكره، هو أنهم كانوا ينظرون إليها على أنها الطفلة الإبنة، والطفلة الأُخت، التي كانت تكره المياه.
فاجأتنا كالعادة قصص طفولات الماضي والحاضر، وتلك القصة بالذات فاجأتنا وأدخلت الراحة إلى نفوسنا في آن معاً. حتى أنني قد رأيت طُرُقاً مختلفةً في سير الأمور، فوالد ابنتي على سبيل المثال كان يُحممها في المغطس، واستمرّ في القيام بذلك حتى بلغت الثانية من العمر. حتى قبل أن تبلغ الثانية، كان يصفعها صفعات قليلة خفيفة على مؤخرتها كي تصبح أكبر، كما قال. يمكننا هنا الحديث عن أبعاد أخرى للكيفية التي تُبنى بها أجسادنا، لكن هذه قصة مختلفة. بالنسبة لي، كان موضوع الاستحمام مجرد مهمة أخرى، من بين العديد من المهام التي قرّرنا توزيعها فيما بيننا كما اتفقنا قبل ولادة الطفلة. لا يعني أن الرجال لا يُمكن أن يكونوا مُغتصبين، لكن بإمكانهم عدم القيام بهذا السلوك. كما أنّ هنالك رجالاً تربّوا على أن لا يكونوا يومًا بمغتصبين.
ما زالت هذه الأمور تحدث. حدثت لصديقة لنا ولإبنتي. وخطر لي: كيف يمكن أن تعيش بعض النساء مع رجال لا يسعهم إئتمانهم على بناتهم؟ أنا متأكدة أنّ أمي كانت تحبّ أبي. وبرغم أننا قلّما تكلّمنا عن المرأة التي كانتها قبل أن تصبح أمي، أعرف أن تجاربها مع الاستغلال والإساءة لا تُقارَن بالوحشية والإفراط في العضّ على الجُرح في أيامنا هذه. لكن هذا قرار على الكثير من النساء اتخاذه في العديد من الأماكن، وهذا يقودنا إلى أسئلة أُخرى. كم من المرّات، وكم تكرّرت حالات الإساءة الجنسية ضمن العائلات الممتدّة، إلى حدّ أن تجعل النساء يمنعن علنًا أو ضمناً الآباء من تحميم بناتهم؟ هل الأمر عائد إلى الضخ الإعلامي الذي يُحاصرنا منذ ولادتنا؟ كيف تبهت الروابط العائلية متحوّلةً إلى مجرّد مبادلات لرضى جسدي؟ هل هو القرب من القيم المدنية التي تعلّق أهمية بالغة على الشكل الجميل لجسم المرأة كمصدر لإثارة الرغبة وتدفع أجسام الرجال للتصرف وكأنها المالكة والغازية، مُتماثلين بذلك مع الصور النمطية التي يقدّمها الإعلام، فيتصالحوا مع طبيعة هويتهم الجنسانية؟ أهو الباطون وغيره من العناصر التي تُرافقه، مثل آداب السلوك لكارينيو، التي تُحصن وتُديم تلك النمطيات؟ هل يُصار إلى تشجيعها بالحاجة إلى نسيان بعض العلاقات التي كانت ثمنًا للتقدّم، ذاك الإصرارعلى «العمل للوصول إلى ذاك الخارج المُهيمِن»؟ ماذا حدث للأمور التي تعلّمناها في زمننا، أولئك منّا اللواتي، في السرّ أو العلن، خُضن تجارب جنسية أثناء طفولتنا؟ هل محاها الشعور بالذنب؟ هل تحوّلت لبذور عدم ثقة وخجل من الجسد العاري؟ هل تحوّلت لبذور عدم ثقة وخجل من التصالح مع ذواتنا؟ ولكن ألا يُمكن لتلك التعاليم الدفينة أن تكون مصدراً لبناء الثقة، وتشكيل فهمٍ واحترامٍ للجسد العاري وللذات وللآخر؟ ترشح هذه الأسئلة ضمن المساحات الآمنة، حيث يتبدد خوف المرء من المُجاهرة بما يُفكر ويشعر، على أملِ العثور على وصال صادق. فتخيّلن كم من قصةٍ شبيهةٍ بقصصنا تركد في زوايا هذا العالم المُظلمة. إنني أجزم أن ما طرحناه من أسئلةٍ ليس بجديد، وأنّ عِبرة ما قيل ليست سوى تكرار، وأننا سنجد الإجابات في كلّ ما نحياه.
Explore Transnational Embodiments
This journal edition in partnership with Kohl: a Journal for Body and Gender Research, will explore feminist solutions, proposals and realities for transforming our current world, our bodies and our sexualities.
التجسيدات العابرة للحدود
نصدر النسخة هذه من المجلة بالشراكة مع «كحل: مجلة لأبحاث الجسد والجندر»، وسنستكشف عبرها الحلول والاقتراحات وأنواع الواقع النسوية لتغيير عالمنا الحالي وكذلك أجسادنا وجنسانياتنا.
Snippet Forum Quoate Sara Abu (EN)
The Forum is a live example of what the bigger WE can do. We go to the Forum, we are seeds, we then get sowed. This we have to celebrate.
- Sara Abu Ghazal, Lebanon
Film club - Films from Nuestramérica
Notre programme final du Feminist Film Club est maintenant disponible: « Films from Nuestramérica » est une série de films sur les réalités féministes d'Amérique latine et d'Amérique centrale organisée par Alejandra Laprea (Venezuela).
Regardez
Ofelia Maria Mosquera Usuga
Parveen Rehman
Queridos movimientos feministas: Carta de la Junta Directiva
Queridos movimientos feministas:
En nombre del Consejo Directivo escribo para expresar nuestra más profunda gratitud, valoración y respeto por Hakima Abbas y Cindy Clark, nuestras extraordinarias codirectoras ejecutivas durante los últimos cinco años, que están dejando sus cargos para que se renueve el liderazgo de AWID en el momento en que entramos en un nuevo plan estratégico y una nueva fase de nuestra vida organizacional. En forma consistente ellas pusieron en práctica los mejores principios del liderazgo organizacional feminista y de la ética del cuidado al mismo tiempo que nos guiaban durante uno de los momentos más impredecibles y turbulentos de la historia mundial reciente: la sindemia de COVID-19 y la espiral político global descendente que le siguió. Ellas sostuvieron a AWID, a nuestro personal y a nuestro Consejo Directivo con firmeza, con suavidad y con amor mientras todxs atravesamos de diversas formas los impactos de esa situación. Nunca perdieron de vista la visión y la misión de AWID al responder con respeto y de manera estratégica a distintos cambios que surgieron, uno de ellos nada menos que la cancelación del Foro AWID.
El Consejo Directivo decidió darle prioridad en primera instancia a un proceso de búsqueda interno, reconociendo el gran potencial que existe en el equipo actual de AWID. Esperamos completar la transición para fines de 2022. Hakima y Cindy dejarán sus cargos en distintos momentos y facilitarán una transición fluida para los nuevos liderazgos.
Es difícil para el Consejo y para otrxs que han trabajado de cerca con ellas y que las aman ver a Cindy y a Hakima alejarse de AWID. De todos modos, tengan la certeza de que el Consejo de AWID está liderando el proceso de transición reconociendo plenamente las marcas hermosas, inspiradoras e indelebles que dejarán Hakima y Cindy como parte de nuestra historia de 40 años; recibiendo con los brazos abiertos el próximo paso en la incorporación de los nuevos liderazgos y apoyándolos; e inspirándonos a todxs a obrar aún mejor en este momento de la vida de AWID.
Las transiciones organizacionales importantes nunca son simples ni fáciles. A veces son forzadas, están más allá del control de todxs, son tensas e incluso destructivas. Como yo, ustedes habrán visto ejemplos de esa clase de transiciones. Otras veces las necesidades y aspiraciones del personal están en sintonía con las de la organización. Aunque nosotrxs no elegimos ni deseamos que Cindy y Hakima dejen AWID, su decisión y la entrada de AWID en su próximo plan estratégico y en una nueva década de su existencia están en una misma sintonía. Lo mejor de todo es que estamos en las manos maravillosas, súper competentes, creativas y feministas del personal y del Consejo Directivo de AWID.
Les agradecemos, queridos Movimientos Feministas, su confianza en AWID. También les pedimos que nos apoyen en nuestra transición de liderazgos en los próximos meses. Sigamos construyendo, profundizando y fortaleciendo las conexiones entre nosotrxs tal como lo hemos hecho en estos últimos 40 años.
Por favor manténganse en contacto para que les contemos más acontecimientos concretos y actualizaciones. En las próximas semanas volverán a saber de nosotrxs.
Con solidaridad y amor feministas,
Margo Okazawa-Rey
Presidenta del Consejo Directivo de AWID
¿Qué es el Foro Internacional de AWID?
Feminist film club - holding up the skies
Check out the AWID Feminist Film Club program “Holding up the Skies” - a film series on Feminist Realities from Africa and the African Diaspora curated by Gabrielle Tesfaye